10 مارس / آذار 2017، في إطار استراتيجيته الرامية إلى تعزيز فرص التواصل والحوار، وتأكيده على دعم التعاون والفعل المشترك للنهوض بالعمل الثقافي والفني داخل القطر التونسي، نظم “المورد الثقافي” صباح يوم الجمعة 10 مارس/ آذار 2017، بفندق أفريكا ندوة صحفية حضرها عددٌ من نساء ورجال الإعلام، وكذا بعض الناشطين الثقافيين التونسيين من الهيآت الثقافية والفنية المدنية المستقلة.

أدار هذه الندوة الصحفية السينمائي والناشط الثقافي الحبيب بلهادي، عضو الجمعية العمومية للمورد الثقافي، الذي رحّب في بداية كلمته، بالحاضرين شاكرا لهم استجابتهم لدعوة “المورد الثقافي”، مؤكدا على الأهمية البالغة التي مافتئ يُوليها هذا الأخير لقطاع الثقافة والفن التونسي، وهو ما يتأكد من خلال تنظيمه بتونس لبرنامجين هامين هما ” تونس بلد الفن”، ومهرجان الربيع، مشدداً على إرادة المجتمع المدني في تونس والتزامه بتوفير كافة الشروط والظروف من أجل أن يتواصل برنامج ” تونس بلد الفن”، خاصة بعد الأثر البالغ والنجاح الذي حققته دورته الأولى.

من جهته، قدم الأستاذ عبد الرحمان سالم، رئيس المجلس الفنّي لمؤسسة “المورد الثقافي” ورقة تعريفية عن المؤسسة ونشاطاتها في المنطقة العربية وإستراتيجيتها التي تروم الدفاع عن حرية التعبير والحقّ في الإبداع والإيمان بالثقافة بما هي رافعة للتنمية المجتمعية، وكذا دور المثقفين والفنانين وخاصة الشباب في أن تكون لهم كلمة في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية التي تعرفها المنطقة.

كذلك، أبرز الأستاذ عبد الرحمان في كلمته مصادر التمويل التي يعتمدها “المورد الثقافي” والتي يتحصّل عليها، وفق برامج شراكة وتعاون، من الهيآت والمنظمات الدولية والتي يوجد لبعضها مكاتب في تونس أو سبق لها العمل ودعم برامج محلية لمؤسسات ثقافية تونسية، مؤكدا، في ختام كلمته، أن برنامج “تونس بلد الفن” الذي نظم لأول مرة في إطار تعاون إيجابي يجمع بين وزارة الثقافة التونسية والقطاع الثقافي المدني المستقل و”المورد الثقافي”، يظل تجربة نموذجية كان من ثمارها تمويل 30 مشروع ثقافي وفني على طول التراب التونسي، وكذا تدريب قيادات ثقافية، وعددها 120 متدربا، وتأهيل مهاراتها وتعزيز خبرتها في مجال الإدارة الثقافية ومصاحبتها من أجل تنفيذ مشاريعها على أرض الواقع. هذا، ولم يفت الأستاذ عبد الرحمان سالم الإشارة، في آخر كلمته، إلى نية ” المورد الثقافي” في فتح مكتب له بتونس قصد تعزيز سياسة القرب تجاه المبادرات الثقافية والفنية التونسية ومواصلة دعمها والتفاعل معها بما يضمن لها شروط الاستمرارية والفعالية.

أما الشاعر مراد القادري، نائب رئيس المجلس الفني لمؤسسة المورد الثقافي، فقد قدم حصيلة مرقّمة عن مدى استفادة المؤسسات الثقافية والناشطين الثقافيين التونسيين من برامج المورد، حيث يُستشفّ من كلمته أنّ كافة البرامج الإقليمية التي يموّلها “المورد الثقافي” كبرنامج المنح الإنتاجية و” عبارة” و”مواعيد”، أو في البرامج المدرجة في مجال السياسات والإدارة الثقافية، فإن المشاركة المكثفة للفنانين التونسيين، أفرادا ومؤسسات، تكشفُ مدى الاهتمام والحاجة الملحة لاستمرارية هذه البرامج وحيويتها لدعم القطاع الثقافي والفني التونسي، هذا علاوة على البرنامج الاستثنائي الذي انعقد تحت شعار “تونس بلد الفن”.

بعد ذلك، أعطيت الكلمة للسيدات والسادة نساء ورجال الإعلام، الذين تقدموا بجملة من الأسئلة والاستفسارات، من جهة، عن “المورد الثقافي”، ومن جهة أخرى، عن برامجه المستقبلية وآفاق اشتغاله في تونس، وخاصة مصير برنامج “تونس بلد الفن”.

أما الناشطون الثقافيون الحاضرون، فقد ركزت مداخلاتهم على الأهمية الكبرى التي يعقدونها على “المورد الثقافي” وعلى برامجه الإقليمية في تونس، التي استطاعت أن تفتح للحقل الثقافي والفنّي آفاقا غير مسبوقة من حيث الإنتاج والدينامية والحيوية، داعين، في نفس الوقت، إلى ضرورة تأسيس شبكة للمؤسسات الثقافية في المنطقة العربية، فيما أكدت مداخلات أخرى لبعض المستفيدين من برامج “المورد الثقافي” على القيمة الإضافية التي اكتسبوها واغتنت بها تجربتهم سواء في مجال السياسات أو الإدارة الثقافية.