شهد برنامج السياسات الثقافية في المنطقة العربية، والذي أطلقه المورد الثقافي قبل ستة أعوام بهدف دعم جهود المجموعات الوطنية الناشطة في مجال السياسات الثقافية، تطورات كبيرة في العام 2015. من بين أبرز هذه التطورات كان توقيع اتفاقيات مع عشر مجموعات وطنية من أجل إعداد خطة عمل حول السياسات الثقافية، أما البلدان فهي الجزائر والعراق والأردن ولبنان وموريتانيا والمغرب وفلسطين والسودان وسوريا واليمن.

  أما أهم المنجزات التي حققتها المجموعات الوطنية للسياسات الثقافية في عام 2015 فهي:

الجزائر: في الثلاثين من شهر مايو الماضي، عقدت المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية بالجزائر مؤتمراً صحفياً أعلنت خلاله عن خطتها والجدول الزمني الذي اعتمدته لسلسلة الندوات التي من المنتظر أن تعقدها خلال الفترة القادمة وستغطي طائفة من التخصصات الفنية، مستقصيةً واقع قطاع الفنون المستقلة في الجزائر. أما المستهدفون فهم الفاعلون الثقافيون والنشطاء الثقافيون المحترفون. ستكون هذه الندوات بمثابة منصات للنقاش والتفاكر حول وضع الفنون والثقافة في الجزائر. من المنتظر أن يتم عقد خمس ندوات مع التركيز على القطاعات الفنية التالية: الكتب والنشر والموسيقى والمسرح والفنون البصرية والسينما.

العراق: شهد العام 2015 تكوين المجموعة الوطنية العراقية للسياسات الثقافية، وذلك بدعم من مؤسسة المورد الثقافي. ولقد عقدت المجموعة في شهر أغسطس الماضي مؤتمراً صحفياً إيذانًا بتدشين نشاطها، حيث تمت مناقشة الخطط والغايات مع الفاعلين الثقافيين والفنانين العراقيين. كما تسعى المجموعة إلى تنظيم ندوة في محافظة ميسان الشهر القادم وذلك بهدف الترويج للمشروع، حيث سيتم توجيه الدعوة إلى أعضاء عدد من الدوائر المنخرطة في المجال الثقافي.

الأردن: خلال النصف الأول من العام 2015، عملت المجموعة الوطنية الأردنية للسياسات الثقافية على تطوير خطة عمل تهدف إلى فتح باب النقاش العام في قضايا السياسات الثقافية.  قامت المجموعة بإعداد استبيان وتوزيعه بين الفنانين والفاعلين الثقافيين بهدف معرفة آرائهم حول وضع السياسات الثقافية في الأردن. كما من المنتظر أن تطلق المجموعة نهاية شهر سبتمبر القادم مدونة الكترونية الهدف منها  هو عرض نتائج وأخبار الدراسات التي تجريها المجموعة. يذكر أن المجموعة قد شاركت في ورشة عمل إقليمية حول السياسات الثقافية نظمها مركز ميد الثقافة يومي الثامن والتاسع من يونيو الماضي في عمان. ركزت ورشة العمل على تحسين الحوكمة في القطاع الثقافي.

لبنان: تعكف المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في لبنان على رسم خريطة مفصلةللمؤسسات الثقافية والفاعلين الثقافيين في لبنان. ولقد عقدت المجموعة عدة اجتماعات لمناقشة تنظيم سلسلة من الندوات حول مختلف قضايا السياسات الثقافية، تمهيدًا لعقد مؤتمر أكبر في 2016.  وستتناول الندوات مواضيع مختلفة، من بينها الدعم الحكومي للثقافة، ودور الإعلام في الرقابة، ودور المحليات في الثقافة، والمهرجانات، وتعليم الفنون والدعاوى القضائية متعلقة بالثقافة.

المغرب: نظمت المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في المغرب يوم السابع من مارس الماضي في أغادير لقاءاً دراسياً تحت عنوان “السياسات الثقافية وإدارة التراث الثقافي غير المادي”، وذلك بدعم من مؤسسة المورد الثقافي. ولقد خرج المشاركون بعدد من التوصيات، من بينها ضرورة اعتماد سياسة ثقافية واضحة المعالم، والحاجة إلى توثيق وتثمين التراث الثقافي غير المادي، وآفاق استثمار التراث الثقافي غير المادي كمورد من موارد الاقتصاد والتنمية الاجتماعية. كما تسعى المجموعة إلى إعداد حلقات نقاشية واجتماعات توعوية مع ممثلي الأحزاب السياسية المغربية سعيًا وراء منح الأولوية للثقافة سواء في برامج الدولة أو في الحملات الانتخابية.

فلسطين: تعمل المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في فلسطين على مشروعين بحثيين محوريين: يتمحور الأول حول تأثير الشقاق بين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس على الحياة والسياسات الثقافية في قطاع غزة، أما الثاني فيتعلق بتأثير السياسة الثقافية على  الفلسطينيين المقيميين في إسرائيل. هذا بالإضافة إلى عدد من المشاريع الأخرى التي تعكف المجموعة على إعدادها بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية، من بينها دعم بناء القدرات لدى مؤسسات الحكم الذاتي وبناء قاعدة بيانات للمؤسسات الثقافية والفاعلين في فلسطين القديمة. كما أن المجموعة كانت قد تلقت دعوة للمشاركة في ورشة عمل ثقافة ميد والتي عقدت في الأردن في يونيو الماضي.

السودان: شهد العام 2015 تكوين المجموعة الوطنية السودانية للسياسات الثقافية. حيث قامت المجموعة مطلع شهر ابريل الماضي بتكليف أحد الباحثين بإعداد دراسة تسعى إلى استقصاء ملامح السياسات الثقافية في السودان، متضمنًا القوانين والتشريعات ذات الصلة بالشأن الثقافي. ومن المنتظر أن تكتمل الدراسة بحلول نهاية العام 2015. كما تسعى المجموعة إلى تدشين حملة على مستوى البلاد، تحت مسمى الفن ضد الحرب، حيث ستتم الاستعانة بالفنون البصرية في الاحتفاء بالفنون والتنديد بالحرب.

سوريا: عملت المجموعة الوطنية للسياسات الثقافية في سوريا على إعداد وثيقة حول أولويات العمل الثقافي في سوريا، عكف على صياغتها عدد كبير من المتعاونين الثقافيين المحليين. ولقد عقدت المجموعة اجتماعًا مع المدرب والباحث سرحان أدا لمناقشة كيفية إعداد ورشة عمل تدريبية تتمحور حول تكوين التحالفات بين المؤسسات الثقافية السورية، سواء داخل البلاد أم خارجها. وقريبا سيصدر تقريرٌ يحتوي على التصميم والمتطلبات والآليات. كما قامت المجموعة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، بإعداد استطلاع للاجئين السوريين في لبنان. علما أنه سيتم تبني نتائج الاستفتاء في الترويج للقضايا الثقافية في سوريا.

اليمن: قبل حلول العام 2015، كانت المجموعة اليمنية تخطط لإطلاق المرحلة الثانية من حملة جماهيرية تنادي بالحق في الثقافة وإعداد دراسة حول التمويل والهياكل الحكومية والخدمات الثقافية في اليمن. غير أن الحرب التي اندلعت في البلاد خلال شهر مارس الماضي أدت إلى تعليق كافة الخطط حتى إشعار آخر.

هذا وما زال العمل جاريا في الموقع الالكتروني الخاص بالسياسات الثقافية في المنطقة العربية، والذي تشرف عليه مؤسسة اتجاهات. يُعنى الموقع بنشر آخر التطورات في شأن السياسات الثقافية في المنطقة ويتولى إصدار نشرة شهرية. للاشتراك في النشرة، يرجى الانتقال إلى أسفل هذه الصفحة.