يسرُّ المورد الثقافي والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) الإعلان عن 23 مؤسسة ثقافية ستستفيد من برنامجهما المشترك “صندوق التضامن لدعم المؤسسات الفنية والثقافية في لبنان”.
بدأت مؤسستا التمويل الإقليميتان تعاونهما في أيار/مايو 2020 عبر إطلاق صندوق التضامن لدعم المؤسسات الفنية والثقافية في لبنان في خضمّ الاضطرابات الاجتماعية والسياسية غير المسبوقة التي يعيشها البلد في ظل الانهيار الاقتصادي. أطلقت المؤسستان دعوة مفتوحة للمؤسسات للتقدم بطلب الدعم بين 15 أيار/مايو و15 حزيران/يونيو. تلقى صندوق التضامن 75 طلباً من مؤسسات راسخة وأخرى جديدة، يعمل بعضها في بيروت ويعمل بعضها الآخر في الأطراف.
ضمّت لجنة تحكيم الصندوق كلاً من رنا عيسى، الأستاذة المساعدة في الأدب المقارن ودراسات الترجمة، والكاتبة ريّا بدران، والسينمائي والكاتب محمد سويد. اجتمعت اللجنة على مدى يومين، درس الأعضاء خلالهما الطلبات مستندين إلى عدد من المعايير المتعلقة بالقيمة المضافة التي تحققها المؤسسات في المجال العام، ومساهمتها في المجال الفني والثقافي، والتحديات الماثلة أمامها ورؤية كل مؤسسة لكيفية تجاوزها، ومواردها البشرية وإدارتها المالية. في نهاية الاجتماع أصدرت لجنة التحكيم البيان التالي تعليقاً على مسار تقييم الطلبات واختيار المؤسسات:
“تلحظ لجنة التحكيم أهمية هذه المبادرة الهادفة إلى دعم القطاع الثقافي والفني في ظل الانهيار الاقتصادي الذي بدأ قبل ثورة 17 تشرين وجائحة كورونا في لبنان. جاءت المنحة لتعوّض عن غياب أي اهتمام رسمي بالحقل الثقافي وهو ليس مستغرباً في بلد يهمّش الثقافة وتتقاعس جهاته المسؤولة عن أداء وظيفتها.
بعد مراجعة جميع الطلبات المقدّمة، توقفت اللجنة عند تعثّر الأوضاع المالية لمعظم هذه المؤسسات بشكل يهدّد استمرار الحياة الثقافية في لبنان وينذر بهجرة المواهب والموارد البشرية وعجز المؤسسات والجمهور على السواء عن تشغيل الفضاءات الثقافية وارتيادها والتفاعل معها. وإذ تهدف المنحة إلى مساعدة المؤسسات على الصمود، نأمل أن تتمكن الأخيرة من بلورة رؤى للمستقبل تضمن استمراريتها وتنأى بهذه المبادرة عن أن تتحوّل إلى مجرّد تأجيل للانهيار الثقافي في البلد. وعلى الرغم من سوداوية هذا الوضع، لفَت نظَر اللجنة الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات على مرّ عقود من الزمن. ولحظ أعضاء اللجنة تطوّر المهارات الثقافية ووعيها النقدي بالأزمات السياسية والمادية التي تعصف بالمنطقة. كما تشيد اللجنة بالحلول المبتكرة في هذه المؤسسات لاسيما مواجهة القيود التي تفرضها المصارف من حجز الودائع وانهيار العملة الوطنية وتداعيات جائحة كورونا لجهة التعاطي مع الفضاء العام والتفاعل مع الجمهور. تستحق هذه الجهود كل الدعم، وقد خاضت اللجنة نقاشاً طويلاً لاختيار المستفيدين ولم يكن سهلاً عليها أن تفاضل بين المؤسسات تحت وطأة التهديد الذي يطالها جميعاً.
استندت خيارات اللجنة إلى قدرة المؤسسات المستفيدة على الوصول إلى أكبر عدد من المشاركين: من جهة الفنانين وتعددية الجمهور، فضلاً عن قيامها بمشاريع تعاونية مع كيانات ثقافية أخرى. وقد راعت اللجنة استفادة المناطق خارج بيروت والمدن من هذه المنحة وذلك لإيمانها بأهمية التواصل الثقافي مع المناطق المهمّشة وضرورة تمكين المؤسسات المغيّبة عن الممارسات الثقافية السائدة. وقد اهتمت اللجنة بتعزيز البيئة الثقافية والحفاظ على تعددية ممارساتها الفنية والثقافية في مختلف مكوناتها الاجتماعية بما في ذلك المواطنات والنازحات واللاجئات من الفئات العمرية المختلفة.
وفي الختام تحثّ اللجنة المؤسسات الداعمة كافة على تطوير تفكير تشاركي في مساءلة وظيفة الثقافة والفنون في هذه اللحظة الراهنة وتحفيز الحوار الثقافي والتعاضد بين الكيانات من أجل الاستجابة للتحديات المشتركة التي تفرضها المتغيرات السياسية والاقتصادية على المجتمع ككل.”
تلقى الصندوق طلبات من 75 مؤسسة، 31% منها متعددة الاختصاصات، و12% منها تتخصص في فنون الأداء، و11% في الفنون البصرية. شكّلت المؤسسات الراسخة النسبة الكبرى من المتقدّمين للدّعم، حيث توزّع 41% من الطلبات على مؤسسات تفوق سنوات خبرتها العشر سنوات، و34% منها تتراوح سنوات خبرتها بين 5 و 10 سنوات.
من بين المؤسسات الثلاثة والعشرين التي حازت الدّعم، تتخذ خمس مؤسسات مقرات لها خارج بيروت، فتنشط اثنتان منها في البقاع، واحدة في جنوب لبنان وواحدة في الشمال وأخرى في جبل لبنان.
يسعى صندوق التضامن إلى تقديم منحة مؤسسية غير مقيّدة لمرّة واحدة للمؤسسات المتضرّرة في لبنان، ومنحها الوقت الكافي للتأقلم في ظلّ التغيرات المتسارعة. تمتدّ آلية الدعم هذه لسنة واحدة وتحدد وفقاً لحاجات كل مؤسسة لتمكينها من المحافظة على فرق عملها الأساسية بحيث يتمكّن فريق العمل مجتمعاً من التفكير في كافة شؤون المؤسسة المتعلّقة بدورها وبرامجها ومستقبلها، والمحافظة على مساحاتها الثقافية وأماكن عملها، وطلب الاستشارات في الشؤون القانونية أو الفنية أو التقنية أو غيرها، بما يمكّنها من البحث عن فرص تعاون مع مؤسسات نظيرة لها، وتغيير مكان بعض أنشطتها وإقامة شراكات إقليمية تتيح لها استمرار القيام بعملها أو إعادة إنتاجه.
أنشئ صندوق التضامن لدعم المؤسسات الفنية والثقافية في لبنان بدعم من الجهات المانحة لكل من المورد الثقافي وآفاق، وهي مؤسسة دروسوس ومؤسسات المجتمع المفتوح ومؤسسة فورد.
المؤسسات التي تمّ اختيارها من قبل لجنة التحكيم:
- أشكال ألوان – الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية
- أونوماتوبيا – الملتقى الموسيقي
- بيت الفنّان حمّانا
- ثقافة لكل الناس (المعروفة بنادي لكل الناس)
- الجمعية التعاونية الثقافية لشباب المسرح والسينما – شمس
- جمعيّة السبيل – ثقافة للجميع
- الجمعية اللبنانية للسينما المستقلّة – متروبوليس سينما
- جمعية إنماء الموسيقى المرتجلة الحرّة في لبنان – إرتجال
- جمعية فنون إشبيلية
- جمعية مركز بيروت للفنّ
- دار المصور
- ستايشن
- سلام يا شام للثقافة والفنون
- سمندل للقصص المصوّرة
- مترو المدينة
- مجموعة الدكتافون
- مركز الهرمل الرياضي الثقافي
- مساحة المدينة للمعرفة والفنون – ورشة 13
- مقامات بيت الرقص وأمالغام
- منشن
- مؤسسة الدراسات الفلسطينية
- المؤسسة العربيّة للصورة
- ورق
*الصورة: عن الأرض والمجانين (لبنان، 2017)، مشروع فنون بصرية لشاغيك أرزومانيان – حائز على دعم من مؤسستيّ المورد الثقافي وآفاق