دفاعاً عن حرية الإبداع والتفكير ورفضاً لكافة أشكال الوصاية الفكرية، يتضامن المورد الثقافي مع كتّاب ومحرري كتاب “شمس على نوافذ مغلقة” الذين يتعرضون حالياً لحملة تكفير وتشهير في ليبيا. يضمّ الكتاب نصوصاً لشباب وشابات ليبيين في مجالات الشعر والقصة والرواية كتبت بعد العام 2011. وقد جاء في البيان التضامني الذي نشرته مجموعة من الكتّاب العرب أنه جرى التشهير بأسماء كاتبات وكتّاب نصوص الكتاب والمحررين ومن بينهم عضو المجلس الفني للمورد الثقافي الدكتور خالد المطاوع، وأنه قد بلغ الأمر حد التهديد والتحقيق مع البعض منهم والمطالبة بمحاكمة أصحاب النصوص ووصفهم بالعمالة، وأنّ مجموعة مسلّحة قد أقدمت على إغلاق دار “حسن الفقيه حسن” التاريخية التي شهدت حفل توقيع الكتاب.
يقول الدكتور خالد المطاوع للمورد الثقافي أن “شمس على نوافذ مغلقة” ليس أول كتاب مختارات ليبية من هذا النوع، لكنه أول كتاب منذ مدة طويلة يخص جيل الأدباء الشباب الذين بدأوا بالكتابة والنشر مع نهاية حكم القذافي، وهو بالتالي يعبر عن إبداع جيل جديد مع بداية فترة تاريخية جديدة تختلف معالمها عما سبقها مما قد يؤسس لجماليات وهموم تختلف عما كتب سابقا في ليبيا.
يقول المطاوع أن الهجوم على الكتاب يظهر مدى إبتعاد المشهد الإجتماعي الليبي عن مستجدات الفنون وعن طرق التعبير فيها، وأن حماية كل من شارك في هذا الكتاب وسلامتهم هي أولى الهموم الآن، ويضيف “الأمر المحمود هنا أن هناك عدة أطراف سعت لذلك منذ البداية”. ويضيف أن “المشكلة في منطقتنا هو عدم رسوخ فكرة حرية الرأي والتعبير على المستوى الشعبي والحكومي، بالإضافة إلى تواجد وازع ديني/سياسي لمحاربتهما”، ويفسر أن هناك إشكالية قيمية تجعل الكثير من الناس مع عقاب المؤلفين ومنع تداول بعض الكتب وقمع النشر والصحافة.
يختم المطاوع بأن هناك الكثير من الليبيين الذين أزعجهم الهجوم على الكتاب أكثر مما أزعجتهم بعض الفقرات المثيرة للجدل فيه، وأنه كان هناك حوار صريح بين أطراف متعددة عن حرية التعبير، وكذلك حول مسؤولية الكتّاب والكاتبات. ويقول “كل هذا يدل أن هناك تيار متعاطف مع حرية الرأي والنشر والتعبير ولكن بدون شك هذا التيار من المجتمع ليس له تمثيل سياسي يذكر ليدافع عنه”.