لم تكن فترة 2020-2021 سهلة بالنسبة لقطاع الثقافة والفنون في المنطقة العربية وللعاملين فيه، ومنهم نحن، فريق المورد الثقافي. بالإضافة إلى التحدّيات التي يواجهها العالم بأسره على مستوى الجائحة، واجهنا وما زلنا نواجه تحدّيات إضافية ومتجددة بسبب الظروف السياسية والاقتصادية في معظم بلدان المنطقة وفي لبنان خاصةً حين يتواجد القسم الأكبر من فريقنا. لكننا في نهاية عام 2021 نشعر بأننا من الناجين إذ أننا ما زلنا هنا وما زلنا، رغم التحديات التي لا تنتهي، نحلم ونعمل مع أصدقاء وشركاء لبناء قطاع ثقافي وفني غنيّ ومتنوّع ومستقرّ، انطلاقاً من إيماننا العميق بالدور الأساسي الذي تلعبه الثقافة في حياة المجتمعات الحرة وبأهمية مساهمة المؤسسات الثقافية في دعم حق الإبداع في ظلّ ضعف الدور الجوهري للمؤسسات الرسمية في المنطقة العربية.

عملنا لم يكن ليستمرّ في هذه الظروف لولا عاملين رئيسيين أصبح دورهما أكثر وضوحاً في السنتين الأخيرتين. العامل الأول هو مؤازرة أفراد الفريق لبعض والقوّة التي نمدّ بها بعضنا البعض حتى في الأوقات الصعبة، ومحاولاتنا المستمرّة لبناء ثقافة عمل غير سلطوية تنقد الواقع وظروف العمل بشكل عام والعمل في قطاع الثقافة والفنون بشكل خاص. العامل الثاني هو الشراكات التي بنيناها مع مؤسسات أخرى نتشارك معها المبادئ والأهداف والأحلام، والثقة التي اكتسبناها من المؤسسات الداعمة التي تشاركنا إيماننا بأهمية إتاحة الثقافة للجميع وبحق الفنانين في حرية التعبير.

في نهاية هذا العام، ندعوكم للاطلاع على مراجعة عامَي 2020-2021 بالأرقام والعودة إلى الإصدارات والمراجع التي قمنا بنشرها خلال عام 2021:

نتمنى لكم ولأحبائكم أعياداً سعيدة وعاماً أفضل وفرصاً أكبر للإبداع والمبدعين. 

*الصورة من خلوة الفريق في قبرص مع المستشار الاستراتيجي مختار كوكاش.