بعد تأجيله بسبب بركان ايسلندا:
مؤسسة المورد الثقافي تعقد أول مؤتمر للسياسات الثقافية في المنطقة العربية
وإطلاق أول كتاب حول السياسات الثقافية في العالم العربي
نظمت مؤسسة المورد الثقافي بالقاهرة والمؤسسة الثقافية الأوروبية بالتعاون مع مؤسسة دون الهولندية والمجلس الثقافي البريطاني المؤتمر الأول حول السياسات الثقافية في المنطقة العربية الاثنين 7 و الثلاثاء 8 يونيو/حزيران في بيروت – لبنان.
هدف المؤتمر إلى مناقشة الوضع الحالي للسياسات الثقافية في المنطقة العربية وانعكاساتها على العمل الثقافي في المنطقة، وكان ضمن حضور المؤتمر مجموعة كبيرة من المسؤولين عن الثقافة بالدول العربية وممثلين من الجهات الحكومية المعنية بالثقافة في مصر والأردن والمغرب وفلسطين وبعض المنظمات الثقافية الأوروبية مثل زافييه تروسار، رئيس وحدة السياسة الثقافية والحوار بين الثقافات بالمفوضية الأوروبية من بلجيكا ومن فرنسا روبرت بالمر، مدير الثقافة والتراث الحضاري والطبيعي بمجلس أوروبا و اوسمان كافالا، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أناضول كولتور من تركيا و زينب فرحات الخبيرة ثقافية ومديرة مسرح “التياترو” في تونس وأمين الزاوي الروائي الجزائري و رنا يازجي مديرة برامج في الأمانة السورية للتنمية وغيرهم.
ضم برنامج المؤتمر عدة جلسات أولها بعنوان السياسات الثقافية ووضع الثقافة في المجتمع. حاول المتحدثون في هذه الجلسة تلمس كيف يمكن للسياسات الثقافية أن تسهم في تحسين وعي المجتمع بقيمة الثقافة. الجلسة الثانية في المؤتمر كانت بعنوان التحديات التي تواجه العمل الثقافي على الصعيدين القومي والدولي – الشروط القانونية اللازمة لوضع السياسات الثقافيةوالمتحدث الرئيسي فيها روبرت بالمر رئيس الثقافة والتراث الحضاري والطبيعي بمجلس أوروبا. ضم اليوم الثاني للمؤتمر جلستين الأولى بعنوان تمويل السياسات الثقافية وتنمية الموارد المالية والاقتصاد الثقافي و الجلسة الرابعة والأخيرة حول الفاعلين الرئيسيين في الحقل الثقافي وأطر التعاون الثقافي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية والمؤسسات والشبكات الثقافية.
المؤتمر هو نتاج لمشروع إقليمي بدأ في أبريل/نيسان من العام الماضي (2009) بمبادرة من مؤسسة المورد الثقافي. ويسعى المشروع إلى بناء قاعدة معرفية من شأنها دعم التنمية والتخطيط والتعاون الثقافي في المنطقة العربية. بدأ المشروع بمسح استكشافي للسياسات والتشريعات والممارسات الموجهة للعمل الثقافي في ثمان بلدان عربية: لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، مصر، الجزائر، تونس والمغرب. وفى نفس الإطار، يهدف مؤتمر بيروت إلى مناقشة نتاج هذا المسح للخروج بتوصيات ومبادرات في اتجاه تطوير السياسات الثقافية في المنطقة.
اختتم المؤتمر بمؤتمر صحفي تم من خلاله اعلان النتائج النهائية للابحاث وإطلاق أول كتاب يرصد السياسات الثقافية في الدول العربية بالاضافة الى توصيات المؤتمر.
يوافق المشاركون في المؤتمر والمنظمون له على التوصيات التالية:
أولاً: الحوار وتبادل الآراء:
1- مباشرة عقب هذا المؤتمر، تنظيم ندوات وحلقات مناقشة حول عناصر محددة في السياسات الثقافية مع المسؤولين الحكوميين عن الثقافة، بالذات وزارات الثقافة في البلدان الثمانية التي شملتها المرحلة الأولى من مبادرة رصد وتطوير السياسات الثقافية، ومع مسؤولي المنظمات الدولية والمانحة الناشطة في المنطقة العربية، بحيث يشكل ذلك أساساً للتحضير لمؤتمر إقليمي حول السياسات
الثقافية يعقد في 2012.
2- تبادل الخبرات حول توثيق وبحث وإصلاح السياسات الثقافية مع تركيا ومنطقة البلقان وأفريقيا، ويشمل ذلك تنظيم فعاليات ولقاءات مشتركة ودعوة خبراء حكوميين ومستقلين من هذه المناطق إلى المساهمة في عملية رصد وتقييم السياسات الثقافية في المنطقة العربية
ثانياً: الأبحاث:
1- تنقيح ومراجعة ونشر النص الكامل للأبحاث التي تمت في المرحلة الأولى للمشروع، على أن يتم ذلك قبل نهاية 2010
2- البدء في مرحلة ثانية من البحث تمتد الى أربعة بلدان عربية جديدة بحد أقصى، على أن يسبق ذلك مراجعة لملائمة نموذج المعهد الأوروبي للبحث المقارن للظروف المحلية. تبدأ المرحلة الثانية في بداية عام 2011.
3- إطلاق مجموعات عمل على السياسات الثقافية تضم خبراء مستقلين وحكوميين في البلدان الثمانية لتقوم برصد وتوثيق التطورات والممارسات الايجابية على صعيد السياسات الثقافية. تبدأ هذه المجموعات عملها في سبتمبر (أيلول) 2010، وتمثل تقارير مجموعات العمل مرجعاً هاماً لكل المناقشات والفعاليات حول السياسات الثقافية في المنطقة.
ثالثاً: التوثيق والمعلومات:
1- إعداد ونشر تقرير حول السياسات الثقافية في البلدان الثمانية مرة كل شهرين، ويكون الاصدار الأول لهذا التقرير الدوري في نوفمبر 2010 و يستمد محتواه من التقارير التي تصدرها مجموعات العمل في البلدان الثمانية.
2- إعداد ونشر تقرير سنوي حول الفعل الثقافي في البلدان الثمانية مبدئياً، وتأتي محتويات التقرير بناء على التقرير الذي يصدر مرة كل شهرين من مجموعات العمل، وكذلك وفقاً لمعايير “مؤشر الفعل الثقافي” ، ويصدر التقرير السنوي الأول في نهاية 2011.
3- استكشاف امكانية خلق “مؤشر للفعل الثقافي” يحتوي على معايير لقياس الفعل الثقافي في البلدان الثمانية. يتم تحديد هذه المعايير وفقاً للنقاش والحوار بين المسؤولين الحكوميين والناشطين الثقافيين المستقلين خلال عامي 2010 و 2011. ويقدم نموذج مبدئي لهذا المؤشر في البلدان الثمانية في المؤتمر الذي سيعقد في 2012 لمناقشته و استكشاف امكانية استخدامه في بلدان عربية أخرى.
رابعا: توصيات عامة
1- التأكيد على التحالف مع القطاعات الأخرى في المجتمع التي يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً في تنفيذ هذه التوصيات، وعلى الأخص قطاعي الإعلام والتعليم.
2- إعتبار كل المشاركين في المؤتمر شركاء محتملين في تنفيذ هذه التوصيات.
بيروت في 8 يونيو (حزيران) 2010