برّه الصورة
موسيقى الأحياء الشعبية لأول مرة على مسرح الجنينة
نظرة داخل أحياءنا الشعبية من خلال موسيقى عمرو حاحا، فيجو، علاء فيفتي، السادات راب، علا نجمة المنصورة، إسلام شيبسي، خالد ماندو وإسلام تؤتؤ
في سياق البحث عن معنى جديد للموسيقى يتناسب مع الظرف السياسي والاجتماعي بعد ثورة 25 يناير، وفي سياق انتشار نوع جديد من الموسيقى يقوم على تأليفها وتوزيعها وغنائها شباب مصريون أكثر ارتباطاً بالأوساط الشعبية الفقيرة وأفراحها، وفي نفس الوقت غير معترف بهم رسمياً وإعلامياً، يقدم مسرح الجنينة ضمن فعاليات برنامج (برّه الصورة) دي جي عمرو حاحا بمصاحبة نجوم الراب الشعبي فيجو وعلاء فيفتي والسادات راب، وذلك يوم الخميس الموافق 20 أكتوبر. يتبعه في يوم السبت الموافق 22 أكتوبر حفل يضم كلاً من علا نجمة المنصورة بمصاحبة فرقتها الموسيقية، وعازف الكيبورد إسلام شيبسي بمصاحبة عازفي الدرامز خالد ماندو وإسلام تؤتؤ.
يهدف برنامج (برّه الصورة) إلى خلق فرص للتواصل بين جمهور مسرح الجنينة ونمط جديد من الفن الشعبي لم يتجمد عند الحالة التي سجلها باحثو الفلكلور منذ عقود بكل ما تحمله هذه التجربة من إخفاقات ونجاحات. نشأت هذه الظاهرة الموسيقية في بداية الأمر لمواجهة تكاليف الأفراح في بعض المناطق الشعبية مثل إمبابة وعين شمس والسلام، لتنتقل بعد ذلك من حيز الأفراح الشعبية والمواصلات العامة إلى مختلف فئات وطبقات الشعب المصري في كل المحافظات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت لتشكل بذلك نقلة فارقة في مراحل تطور الأغنية الشعبية الحديثة على يد أقطاب ديجيهات الأفراح الشعبية مثل عمرو حاحا وفيجو وإسلام شيبسي وغيرهم من المهتمين بهذه الموسيقى المصرية الخالصة التي يطلق عليها أصحابها ومريدوها العديد من المسميات مثل “المهرجان، المولد، المونديال، الرص، التنجيد”، تماماً مثلما يطلقون على أنفسهم أسماءاً جديدة أو ألقاباً مثل “النجم، الشبح، البرنس، الدكتور… إلخ”.
مما لا شك فيه أن هذا النوع من الموسيقى يعكس ثقافة الشارع المصري في الوقت الراهن بكل صخبه وتناقضاته وتمرده على القوالب النمطية الجاهزة. ويبدو هذا متجلياً في توزيعات وإيقاعات عازف الكيبورد إسلام شيبسي بما تتضمنه موسيقاه من ديناميكيات راقصة تمتزج بحيوية موسيقى الهيب هوب، وإن كانت تبدو في ظاهرها موسيقى سطحية تساير موضة موسيقى البوب الغربية فإنها في ذات الوقت تمتلك قدراً عالياً من الطاقة الحية التي تعطي للمستمعين فرصة البهجة والاحتفاء بالحياة.
أما علا نجمة المنصورة التي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها والتي صدر لها مؤخراً ألبوم غنائي بعنوان (سوق البشر)، فهي برغم صغر سنها تشتهر بحسن أدائها للنمط الشعبي بفضل ما تمتلكه من قوة وقدرات صوتية تذكرنا بمطربات شعبيات كبيرات مثل شفيقة وبدرية السيد وفاطمة سرحان. فصوتها وأداؤها يشترك مع باقي المطربات الشعبيات في أن به بعض القوة والخشونة مع الدلال بما يتفق مع روح الحي الشعبي، غير أن لـ علا أسلوباً مختلفاً على مستوى الشكل والمضمون، حيث يتراجع نموذج الفنانة الشعبية بزيها الفولكلوري الريفي أمام الزحف المديني وتغير تركيبة الأحياء الشعبية التي قد تأخذ من الفولكلور الريفي ولكنها تعبر عن مزاج مختلف يناسب الحياة الجديدة.
جميع العروض تبدأ في تمام الساعة 8:30 مساءاً