يسرّ المورد الثقافي أن يعلن عن أسماء المؤسسات والمجموعات التي حازت على دعم الدورة السادسة من برنامج عبّارة الذي يهدف إلى دعم وتمكين المؤسسات والمجموعات الثقافية والفنية من المنطقة العربية. انطلق هذا البرنامج عام 2011 استجابةً للتطورات الاجتماعية والسياسية التي طالت دول عدّة في المنطقة العربية، وذلك دعماً للمجموعات والمؤسسات الثقافية المستقلة باعتبارها جهات فاعلة أساسية في عمليات التحوّل المجتمعي.

استلم فريق البرنامج 178 استمارة تقدّم من مصر، فلسطين، تونس، سوريا، المغرب، لبنان، اليمن، السودان، العراق، الأردن، الجزائر، ليبيا، الكويت وجيبوتي. قام فريق البرنامج بإجراء مسح أوّلي للاستمارات، وتمّ بناءً عليه استبعاد الاستمارات غير المكتملة أو الطلبات التي لم تستوف الشروط المطلوبة.

أرسل الفريق 114 استمارة ليتمّ تقييمها من قبل لجنة التحكيم التي اجتمعت بعد انتهاء التقييم في بيروت يوميّ 10 و11 شباط/فبراير 2020 لتداول النتائج. تمّ في ختام الاجتماع اختيار 11 مؤسسة للمشاركة في الدورة السادسة على أن تقتسم المؤسستين الأخيرتين (مكوك والمركز العربي للأوريجامي) الدعم المالي الذي يقدّمه البرنامج مناصفةً.

المؤسسات والمجموعات التي تمّ اختيارها:

بادرة ثقافة تواصل وتنمية / المغرب

تجمع بين الشباب من مجالات الفنون البصرية والسمعية-البصرية، المهتمين بالتراث الثقافي المغربي. تهدف الجمعية إلى المساهمة في حماية التراث المادي وغير المادي بشكل رقمي من خلال منصة “ماروكوبيديا” التي يمكن الوصول إليها بأربع لغات هي العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية، وذلك بحرية تامة وبشكل مجّاني يسمح لشريحة عريضة من المتصفحين باكتشاف موروث حضاري وثقافي يكاد يطاله النسيان. تشتغل الجمعية بالموازاة مع ذلك في المجال التثقيفي من خلال إقامة ورشات مجانية للشباب عن كيفية إخراج الأفلام الوثائقية، وبذلك يمكنهم الحفاظ على التراث المحلي والتعريف به عبر بث أشرطة وثائقية قصيرة على منصات خاصة من ضمنها “ماروكوبيديا”.

 خزائن/فلسطين

مؤسسة مستقلّة مركزها القدس، انطلقت عام 2016 بهدف بناء أرشيف مجتمعي يوثّق الحياة العربية اليومية وقصص الناس من خلال جمع المواد غير المستدامة مثل تذاكر المواصلات والرسائل والإعلانات التجارية والفنية وغيرها من المواد التي لا تقع ضمن دائرة اهتمام الأرشيفات الأخرى. تسعى خزائن لبناء أرشيف مجتمعي يساهم فيه الجميع، إذ توضع مساهمة كل فرد ضمن خزانة خاصة به لتكون خزائن هي “خزائن الناس” على أمل أن تستطيع حماية أكبر قدر ممكن من المنشورات اليومية مثل الملصقات والمطويات والإعلانات وبطاقات العمل ودعوات الأفراح وغيرها، لتضعها أمام جمهور الباحثين والمهتمين، وأن يساهم الأرشيف الرقمي هذا في خلق نقاش حضاري واجتماعي حول القضايا السياسية والاجتماعية المُلحة.

ساقية/ فلسطين

أكاديميّة تقدميّة تسعى لإنتاج المعرفة التجريبيّة والتشارك من خلال دمج التقاليد الزراعية المحليّة للاكتفاء الذاتي بالفنون المعاصرة والممارسات البيئيّة. يدمج نموذج ساقية المستدام الزراعة بإطار برنامج إقامات متعدد التخصصات، حيث يتولى الفاعلون الثقافيون مثل المزارعين ومبادرات الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة، دوراً بارزاً إلى جانب الفنانين والباحثين المحليين والزائرين، متحدّين بذلك الفجوة الديموغرافيّة التي تميّز الإنتاج والاستهلاك الثقافي في فلسطين.

شبكة فناني المدينة/ الأردن

تأسست الشبكة تحت إسم “ميدي آرت” سنة 2015 كمبادرة مستقلة يديرها مجموعة من الفنانين الشباب والمدراء الثقافيين والمهندسين المعماريين، في مدينة إربد شمال الأردن على الجانب الحدودي ما بين سوريا وفلسطين، بهدف تقديم الدعم المستطاع للفنانين متوسطي الخبرة من مختلف الجنسيات والمقيمين في المدينة، وربطهم مع الفرص من حولهم ومع الخبراء والمحترفين لمساعدتهم على تطوير مشاريعهم الفنية المستقلة. تعمل الشبكة على دعم الفنانين المحليين بهدف مواجهة المركزية الثقافية والوقوف بجانب المجموعات الثقافية المستقلة التي تسعى جاهدةً لبناء خطط واستراتيجيات ثقافية وطنية واضحة في الأردن.

دوزان ثقافة وفن/ سوريا/غازي عنتاب

تأسست عام 2019 من قبل مجموعة من الفنانين والفاعلين الثقافيين السوريين والأتراك المؤمنين بأهمية الثقافة والفنون في حياة المجتمعات خاصة في الأوقات الصعبة والأزمات، ودورها في دعم هذه المجتمعات لمواجهة المصاعب الاجتماعية والاقتصادية في بلدان اللجوء. تعمل دوزان على تزويد الفنانين والفاعلين الثقافيين بالأدوات والمساحات اللازمة للتعبير الحر والمبدع وتمكينهم وبناء قدراتهم للتعبير عن أنفسهم وذلك في سبيل الحفاظ على هويتهم الثقافية ومد جسور التواصل والحوار الثقافي مع المجتمعات المحيطة بهم لتعزيز قيم الحرية والمساواة وعدم التمييز.

منصة مؤقتة للفن/ لبنان

هي منصة دولية مقرها في بيروت، تأسست عام 2014 بهدف تكليف البحوث وتنفيذ إقامات ومشاريع فنية خاصة بالموقع، معنية بالممارسات الاجتماعية والمساحات العامة في لبنان. تسمح هيكلية هذه المنصة القيميّة وبرمجتها العضوية غير المنتظمة بمشاركة أعمق مع السياق الذي تنتمي إليه وتحول التركيز نحو إنتاج معرفة والتأثير المجتمعي. منذ تأسيسها، ركزت المنصة جهودها على تسهيل التدخلات الفنية في الأماكن العامة المادية وغير المادية، وتعزيز النقاشات حول مختلف المواضيع الاجتماعية، ووضع المجتمعات في صميم الممارسة الفنية المعاصرة، بالإضافة إلى تزويد الفنانين بفرص إنتاج وإبداع فريدة.

انترفيرنس/ تونس

مجموعة من العاملين و القيّمين في الميدان الثقافي والفنّي، تعمل على إنشاء وتطوير مشاريع ثقافية وفنية منذ عام 2016. أُُنشأت انترفيرنس بقصد تأسيس أول مهرجان لفنون الضّوء المعاصرة بتونس والقارّة الإفريقيّة. يقام المهرجان كل سنتين في النسيج الحضري للمدينة العتيقة بتونس وتُقدّم خلاله العديد من العروض الفنّية التي تتمحور مواضيعها حول الضوء. نتيجة لهذه التظاهرة تجمّعت نواة من الشباب والفنانين العاملين على المشروع ليتحوّل انترفيرنس من مهرجان إلى مجموعة أشخاص يعملون على تنظيم مشاريع ثقافيّة إبداعية.

تبديل/ مصر

مجموعة انطلقت عام 2018 من قبل مؤسسين لهم خبرات سابقة في مجال التصميم. تهدف المجموعة إلى دعم النقاش المجتمعي الواعي ودراسة فرص وتحديات نشر ثقافة استخدام الدراجات في المدن المصرية، من خلال إقامة عدة أنشطة مثل ورش عمل تتناول ثقافة الدراجات في مدن مختلفة من مصر واستخدام منهجية تحليلية تاريخية توثّق التغيرات التي طرأت على هذه الثقافة وتتناول المواضيع الإجتماعية التي تؤثر على نشرها مثل النوع والطبقات الإجتماعية وتباين جغرافية المناطق السكنية. تقوم المجموعة أيضاً بنشر مقالات وترجمة أعمال مثل الأفلام والكتب وتنظيم حملات على مواقع التواصل الإجتماعي بهدف التأكيد على أهمية التنقل باستخدام الدراجات والعدالة المكانية والحق في الطريق وأهمية البنية التحتية والأمان لمستخدمي الدراجات.

كايروترونيكا/ مصر

كايروترونيكا هي منصة متعددة التخصصات، ومهرجان ينظم كل عامين حيث يشمل منح دراسية وسلسلة من ورش عمل تجمع فنانين مختارين ذوي إمكانيات واعدة، وكذلك خطط لتقديم برامج إقامات فنية. تطورت فكرة كايروترونيكا عند ملاحظة الاهتمام العالمي بتداخل الفن مع التكنولوجيا والعلوم، وهو توجه حديث على مستوى العالم. وتفتقد مصر ومنطقة الشرق الأوسط إلى منصة دولية للفن الإلكتروني لدعم المواهب والحركة المعاصرة. تعمل كايروترونيكا كحاضنة لتبادل الأفكار والمفاهيم والمنتجات والخدمات، لتجمع الناس من مختلف المجالات، وتشجّعهم على إيجاد حلول معاً لإنشاء جسر بين مختلف الجماهير والمهنيين للتواصل من خلال الفن.

مكوك/ مصر

هي مجموعة تصمم أنشطة ممتعة تساعد كل إنسان على اكتشاف خبرته الخاصة مع الفنون والثقافة والبيئة والعلوم والإبداع. تتنوّع الأنشطة من كونها ألعاب أو تجارب أو برامج تعليمية موجّهة للأطفال والكبار، وتقدّم للجميع إمكانية التعبير عن أنفسهم بشكل تلقائي. تقوم مكوك بشكل خاص بتصميم منتجات ومساحات تعليمية تيسّر التفكير النقدي واللعب النشط والتعبير عن الذات والتعلم الذاتي في إطار موضوعات يتم تحديدها حسب الاحتياجات في المجتمع المحيط. كما تقوم بخلق المحتوى وتصميمه في أشكال إبداعية مختلفة مثل تصميم ألعاب وتيسير ورش عمل جماعية، ومناهج تعليمية بهدف أن يكتسب المشاركون معرفة ومهارات تتيح لهم عوالم جديدة.

المركز العربي للأوريجامي/ مصر

أسس المركز العربي للأوريجامي في الإسكندرية عام 2011 بأيدي مجموعة من الأصدقاء من خلفيات فنية متعددة يجمعهم شغف نحو فن الأوريجامي، بهدف أن يصبح هذا الفن وسيلة للتعبير والتغيير توظّف في مواضيع متعددة وفي وسائط فنية مختلفة مثل الفنون البصرية وفنون الأداء لخلق منتج فني جديد وبنَّاء داخل المشهد الثقافي فى مصر والعالم العربي وأوروبا. يعمل المركز على استخدام فن الأوريجامي كأحد أهم الأدوات التفاعلية فى عملية التعليم والإبداع الفني والتنمية المجتمعية للمساهمة فى دعم المواطنة الفاعلة وإيجاد مقترحات وحلول إبداعية لمشكلات الحياة اليومية. يسعى المركز العربي للأوريجامي لتمكين الفنانين والمعلمين والمدربين في مصر من استخدام فن الأوريجامي لتطوير مناهج التعليم الرسمي والمدني والمحتوى الفني، بالإضافة لاكتساب مهارات التفكير الإبداعي.

لجنة التحكيم:

محمود أبو هشهش، فلسطين/ كاتب وشاعر ومدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان؛

جنيد سري الدين، لبنان/ ممثل ومخرج مسرحي وعضو مؤسس لفرقة زقاق المسرحيّة؛

تامر السعيد، مصر/ صانع أفلام ومنتج وأحد مؤسسي سيماتك – مركز الفيلم البديل في القاهرة؛

غيثة خلدي، المغرب/ مديرة ثقافية ومؤسسة جمعية أفريكاينا المغربية؛

عمار كساب، الجزائر/ خبير في السياسات الثقافية وعضو مجلس إدارة الصندوق الإفريقي للثقافة وعضو سابق في الجمعية العمومية للمورد الثقافي.

بيان لجنة تحكيم عبارة

نظرت لجنة التحكيم بإيجابية عالية إلى عدد ونوعية المشاريع المقدمة لهذه الدورة من عبّارة وتنوعها وثرائها، وعبرت اللجنة عن سعادتها بهذه الفرصة التي أتاحت لها الاطلاع على هذا الطيف العريض من المبادرات الثقافية والفنية، ولا سيما في ظل الظروف القاسية التي تشهدها الكثير من البلدان العربية، وفي ظل غياب الدعم الرسمي للعمل الثقافي وتواصل الإخفاق الحكومي في تقدير هذا الثراء  الكامن في مجتمعاتها وفي إيلاء التنمية الثقافية والاجتماعية الأهمية اللازمة.

أشادت اللجنة بالعديد من المبادرات المتقدمة إلى منحة عبارة، وجدارة الكثير منها بالدعم والتقدير الأمر الذي زاد من صعوبة مهمتها، كما ثمّنت اللجنة توق العديد من المؤسسات إلى مواصلة ممارسة عملها بحرية، وإصرارها على الاستمرار في لعب دور أساسي في حفظ وتوسيع هامش التعبير، والمحافظة على النسيج الثقافي والمجتمعي وإحداث التغيير المنشود، من خلال مشاريع ومبادرات خلاقة ومتنوعة، رغم السياقات غير المشجعة وسطوة واقع رقابي قامع وعنيف. وقدرت اللجنة عالياً الجرأة التي ابدتها الكثير من المؤسسات في محاولاتها مغادرة منطقة الأمان التي اعتادت العمل فيها، ومبادراتها المتنوعة إلى تقديم طروحات جديدة من شأنها النهوض بالفعل الثقافي ودفع عجلة التغيير الاجتماعي.

عكس عمل الكثير من المؤسسات ومشاريعها هموم البلاد التي تعمل في سياقاتها، وقد لفت إنتباه اللجنة تلك المشاريع التي نزعت إلى التفكير بشكل خلاق ومغاير، بعيداً عن الأطر المعهودة، خالقة مقاربات جديدة ومبدعة وملهمة قادرة على الاستجابة للتحديات المعقدة التي يفرضها واقع العمل في بلدانها من جهة، وفاتحةً آفاقاً جديدة من العمل الثقافي الذي ينحو إلى التجريب والمغامرة وبناء جسور مبتكرة بين حقول متعددة من جهة أخرى. ولذلك حرصت اللجنة على اختيار المؤسسات التي يمكن لعملها أن يشكل قيمة مضافة للمجتمعات المحيطة بها، وتظهر نزعة ابتكارية، وتبدي قابلية للاستمرار والديمومة في المستقبل، والمؤسسات التي تبدي قدرة خلاقة على الاستجابة للتحديات التي تطرحها عليها سياقات عملها المختلفة، وتنحو إلى الانفتاح والتشبيك وتبادل الخبرات والموارد والتشارك بها.

ترجو لجنة التحكيم أن تكون قد وفقت في اختياراتها التي لم يكن الوصول إليها أمراً سهلاً، بل كان نتاجاً لعملية متواصلة ومعقدة من النقاش الذي طال العديد من المؤسسات التي دارت في منطقة التنافس، وذلك مردّه تنوع السياقات التي تجيء منها المؤسسات والمبادرات المشاركة، وخصوصية كل منها. حرصت اللجنة على أن تعكس القائمة المختارة عنصري التنوع والتناغم في آن معاً وتأمل أن يكون لهذه الدورة الجديدة من عبّارة أثر جلي في تشجيع مجموعة من المؤسسات الطامحة إلى التفكير والعمل بطرق ملهمة وخلاقة.