نظّم برنامج ماجستير السياسات الثقافية والإدارة الثقافية مخيّماً بحثياً لطلاب الدفعتين الأولى والثانية من 21 حتى 23 أيلول/سبتمبر في الرباط والدار البيضاء في المغرب، وذلك احتفالاً بإنجازات البرنامج ولإعلان توقّفه المؤقّت. حمل المخيّم البحثي عنوان: “الطريق إلى 2030: تعليم إدارة الفنون والسياسات الثقافية في المنطقة العربية”، وعرض أعمال الخريجين وناقش مسيرتهم المهنية ضمن سياق البيئة الثقافية في المنطقة وبحث في سيناريوهات استمرار برنامج الماجستير في تصميم جديد.

يمتدّ برنامج الماجستير لسنتين، واستضافت جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء في المغرب الدورتين الأولى والثانية منه بين 2018 و2022 بالشراكة مع جامعة هيلدسهايم في ألمانيا وكرسي اليونسكو التابع لها للسياسات الثقافية للفنون في التنمية. يعتبر البرنامج أول ماجستير بحثي في المنطقة العربية في هذا المجال.

حضر المخيّم 14 خرّيجاً/ةً من المغرب وعمان ومصر وتونس واستضاف الأساتذة السابقين في برنامج الماجستير وهم محمد بن زيدان وعبد المجيد بوزيان، وأمين مومين من جامعة الحسن الثاني، وميلينا دراجيشيفيتش شيشتش من جامعة الفنون في بلغراد، وجوليوس هينيكه من جامعة هيلدسهايم، وأليكساندر بركيتش من غولدسميث، جامعة لندن. شارك في المخيّم أيضاً خمسة متحدثين فاعلين في الساحة الثقافية المغربية وهم إيمان جميل، مصورة فوتوغرافية وناشطة ثقافية، وهشام أبكاري، مدير مسرح محمد السادس ونائب رئيس لجنة الصناعات الثقافية في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وصابرينا كاميلي، مؤسسة مشاركة لوكالة كي آند كو للصناعات الثقافية، وابراهيم المزند، مؤسس مهرجان موسيقى بدون تأشيرة ورئيس مؤسسة آنيا، وكنزا سيفريوي، صحفية وناشرة ومؤسسة En Toutes Lettres.

صمم أليكساندر بركيتش برنامج المخيّم بالتعاون مع ثلاثة خرّيجين وهم ابتسام غزاوي ويونس شفيق وإيمان الشرقي، وتناول البرنامج نقاشات حول التداخل بين النشاط الثقافي وريادة الأعمال الإبداعية في المنطقة العربية، ودارت حوارات حول دور الذكاء الاصطناعي وتنظيمه في القطاعات الابداعيّة والبحثيّة. كما قدّم المخيّم جلسات توجيه للخريجين حول النشر الأكاديمي وغير الأكاديمي ودعم للذين يرغبون في متابعة دراسة الدكتوراه.

تعرّف المشاركون في المخيّم أيضاً على المؤسسات الثقافية المحليّة من خلال زيارات ميدانيّة إلى متحف التاريخ والحضارات ومؤسسة هبة ومتحف محمد السادس للفن المعاصر وقصبة الأوداية القديمة في الرباط ومركز بولتيك للموسيقى المعاصرة في الدار البيضاء.

أتاح المخيّم الفرصة للخريجين للتواصل والتشبيك مع بعضهم بعضاً، وأيضاً مع المتحدثين والأساتذة السابقين المهتمين بمرافقتهم في مسيرتهم التعليمية والمهنية المستقبلية. من بين خريجي الماجستير البالغ عددهم 24 خرّيجاً/ةً، يتابع اثنان برنامج الدكتوراه في جامعة الحسن الثاني، وثلاثة آخرين بصدد التقدم لبرامج دكتوراه أخرى.

سيعلّق برنامج الماجستير نشاطاته بشكل مؤقت في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر، حيث يسعى المورد الثقافي إلى إعادة إطلاقه بتصميم جديد ومستدام، وذلك بالاستناد إلى مقترحات الطلاب والأساتذة والشركاء، مع الأخذ بعين الاعتبار الطلب المتزايد في المنطقة العربية على الدراسات العليا في مجال السياسات الثقافية والإدارة الثقافية من منظور المنطقة.