منذ أن أطلقت مؤسسة المورد الثقافي مبادرتها الإقليمية لرصد السياسات الثقافية في المنطقة العربية في شهر مارس/آذار 2009، ولا يكاد يمضي عام دون تطوير جديد بآليات العمل أو توسّع بخطط المجموعات الوطنية للسياسات الثقافية، التي تنشط الآن في 12 دولة عربية، بدعم من “برنامج المورد للسياسات الثقافية في المنطقة العربية”.

قبل نهاية يوليو/تمّوز من العام الماضي، 2014، كان قد تم إطلاق موقع السياسات الثقافية في المنطقة العربية، بدعم من المورد الثقافي، لجمع وحفظ وعرض عشرات التقارير والأخبار ومعلومات الأنشطة والتطورات في مختلف البلدان العربية، فضًلا عن قاعدة بيانات للعاملين في مجال السياسات الثقافية، وكذلك المؤسسات الثقافية. الموقع تشرف عليه “مؤسسة اتجاهات. ثقافة مستقلة”، والتي تلعب دور المنسق الإقليمي لبرنامج المورد للسياسات الثقافية، في الأساس فيم يخص العمل البحثي والمعلوماتي، من خلال تنفيذ أو متابعة تنفيذ الأبحاث ذات الصلة بالسياسات الثقافية، وتحديث المسوح الاستكشافية، وإصدار تقارير دورية عن تطورات السياسات الثقافية بالتعاون مع المجموعات الوطنية، بالإضافة إلى أدوار تنسيقية وبحثية أخرى.

ضمن هذا السياق، كانت ولادة موقع السياسات الثقافية في المنطقة العربية، بوصفه منصة مفتوحة للأفراد والمنظمات التي تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر باتجاه تغيير السياسات الثقافية، سواء في بلدانهم أو في المنطقة ككل، كتعاون مشترك بين مؤسسة المورد الثقافي واتجاهات.

عن هذا الموقع، يؤكد المخرج السينمائي والناشط الثقافي الموريتاني عبد الرحمن سالم، أحد أعضاء المجموعة العربية للسياسات الثقافية، أهمية وجود قاعدة بيانات متخصصة في السياسات الثقافية في المنطقة العربية، التي تمتد من شرق البحر المتوسط والخليج العربي، وحتى المحيط الأطلنطي غربًا، شاملة لشمال إفريقيا، وقد ازدادت وتيرة منجزاتها في الثلاث سنوات الأخيرة. ويضيف: “الموقع تأشيرة مفتوحة ومتعددة للدخول والخروج إلي كل منطقة وبلد عربي، للتعرّف على الكم الهائل من المعلومات المتعلّقة بكل بلد.. والذي استطاع الموقع أن يجمعه ويقدّمه بشكل مهني ورائع.”

جدير بالذكر أن المجموعة العربية للسياسات الثقافية تتكوّن من ممثلين للمجموعات الوطنية التي تعمل على تطوير السياسات الثقافية بالبلدان العربية، وتنشط على المستوى الإقليمي بأغلب بلدان المنطقة العربية، وكانت قد نشأت بمبادرة من مؤسسة المورد الثقافي عام 2011، وهي فاعلة حالياً في اثنتي عشرة دولة عربية هي: الأردن، الجزائر، السودان، العراق، المغرب، اليمن، تونس، فلسطين، سوريا، لبنان، مصر، وموريتانيا.

وعن دعم مؤسسة المورد الثقافي لهذا الموقع الإلكتروني الجديد، أكدّت مروة حلمي، نائبة مديرة المورد، ومديرة برنامج السياسات الثقافية، أن المورد الثقافي تحرص منذ إطلاقها لبرنامج السياسات الثقافية على توفير قاعدة بيانات حول السياسات الثقافية في المنطقة العربية. “في هذا الإطار، كان العمل على إنشاء موقع يتضمّن قاعدة بيانات إقليمية حول السياسات الثقافية بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات، والذي يُعدّ الموقع العربي الأول من نوعه الذي يوفر معلومات حول أبحاث وتقارير السياسات الثقافية في المنطقة، وعن الباحثين في مجال السياسات والإدارة الثقافية، وكذلك المؤسسات العاملة في مجال الثقافة والفنون على مستوى المنطقة العربية.” وأضافت: “الموقع يتيح فرصًا أيضاً للتشبيك والتواصل بين المؤسسات والفاعلين الثقافيين في المنطقة. ونحن نشجّع كل الفاعلين الثقافيين في البلدان العربية في المنطقة على التواصل مع الموقع وإرسال أبحاثهم ومعلومات عنهم وعن أنشطتهم بهدف إثراء الموقع بشكل مستمر حتى يحقق الفائدة المرجوّة منه.”

موقع السياسات الثقافية في المنطقة العربية