السياق والهدف

في العام 2020، فرض الوباء العالمي على العاملين في جميع أنحاء العالم أن يتأقلموا مع واقع جديد وصعب، وكانت ظروف العمل بالنسبة للفنانين تتغيّر بسرعة بسبب الاقتصادات الرقمية عندما فرض الوباء إلغاء كلّ الأحداث والعروض الحيّة، موجِّهاً ضربة ماليّة قاضية لملايين العاملين في مجال الثقافة. وفي هذا السياق، عمل المورد الثقافي على دراسة مدى احتمال تدخّل قطاع الثقافة والفنون لتأمين نماذج اقتصادية أكثر إنصافاً على شبكة الإنترنت، وذلك مع دعم برنامج المرافقة التقنية والاجتماعية من مؤسسة موزيلا (Tech & Society Fellowship from the Mozilla Foundation). وفيما نعود إلى “الحياة الطبيعية” في العام 2022 ونشهد عودة العروض، لا تزال النماذج الرقمية تظلم العاملين في الصناعة الإبداعية. زادت ثروات عمالقة التكنولوجيا وصمد قطاعا الموسيقى والنشر؛ لكنّ الحالة المتأزّمة للموسيقيين والكتّاب والعاملين معهم ما زالت مستمرّة.

منذ العام 2021 ونحن نبحث باستمرار عن تحديات البنى التحتية الرقمية وإمكانيّاتها ونقابل الفاعلين في هذا المجال لفهم تأثيرات التكنولوجيا الجديدة على سبل العيش والصحة الإبداعية للفنانين في المنطقة العربية (الرجاء مراجعة القسمين الخاصين بالكتّاب والموسيقيين للمزيد من المعلومات). والجليّ في ما توصّلنا إليه هو أنّ نموذج الإعلان الطاغي على شركات ويب 2.0 (Web 2.0)، الذي يشتمل على ممارسات لا تحترم سريّة البيانات، يتعارض كلياً مع التعويض العادل للعمل في القطاع الإبداعي. لذا، فقد صمّمنا هذا المشروع التجريبي لتشجيع المشاريع التي تحارب النماذج غير العادلة لاقتصاد العربة، والذكاء الاصطناعي المجحف – بما في ذلك من خوارزميات وأتمتة.

ويأتي هذا المشروع – بنسخته التجريبية – من إيماننا بأنّ الحريّة الإبداعية تعرِّفُنا أكثر على أنفسنا وعلى الهويّة الجماعية التي تتكوّن عندما يتشارك الناس أفكارهم، فتتشكّل ثقافتنا. قد ننسى أحياناً أنّ التكنولوجيا، في الأصل، وليدة الإبداع والخيال. وفي زمن نقترب فيه بسرعة من التفرّد التكنولوجي، تلك اللحظة الدرامية لسيطرة الذكاء الاصطناعي التي ستفرض تحديات تاريخية على البشرية، نحن بحاجة للحالمين بيننا، للحكواتيين، والموسيقيين، والمتمرّدين المبدعين، الأحرار في التعبير عن الاحتمالات من دون أن تقيّدهم الاقتصادات المبنية على الرقابة. وعليه، نستهلّ بناء هذا المشروع الجديد بإطلاق منح تجريبية لقطاعَي الموسيقى، والأدب والنشر.

أهداف المشروع

  • تعزيز الثقة ضمن القطاع الثقافي في المنطقة العربية لمواجهة النماذج الاقتصادية الرقمية المفروضة؛
  • العمل من أجل مدخول ومنافع عمل أكثر إنصافاً للفنانين في ظل الاقتصادات الرقمية الحاليّة؛
  • تعريف المزيد من الفنانين في المنطقة على سياسة التكنولوجيا وتصميمها والنقاشات المطروحة حولها؛
  • تشجيع التعاون بين العاملين في التكنولوجيا والقطاع الثقافي؛
  • تصوّر نماذج جديدة لتنظيم الاقتصاد الرقمي للفنانين، واستكشافها واختبارها.

ماذا يقدّم ثقافة 3.0؟

  • دعم مالي يصل إلى 14,000 يورو لتمويل المشاريع. ويتراوح الإطار الزمني للدعم بين 6 و12 شهراً.
  • مساحة للتشبيك والتعلّم الجماعي عبر جمع المستفيدين من المنح وتفعيل التواصل مع الأشخاص والمؤسسات المعنية.

الجدول الزمني

باب التقدّم لهذا البرنامج غير مفتوح حالياً، سيتم الإعلان لاحقاً عن أي دورات قادمة.

الجدول الزمني للدورة الجارية:

  • الموعد النهائي لتقديم الطلبات، الثلاثاء 2 آب/أغسطس، الساعة 16:00 بتوقيت بيروت؛
  • سيُنظَّم لقاء افتراضي لتقديم إيضاحات والإجابة عن أسئلتكم، مطلع  شهر تمّوز/يوليو 2022؛
  • سيُعلَن عن المستفيدين منتصف شهر أيلول/سبتمبر 2022؛
  • سيشارك ممثلان عن كلّ مشروع في ورشة العمل الأولى للتشبيك والتعلّم الجماعي في بيروت، منتصف شهر تشرين الأوّل/أكتوبر 2022؛
  • تُوقَّع العقود مع المستفيدين بعد ورشة العمل الأولى، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022، على أساس المسودة الأولى لمخططات مشاريعهم؛
  • تجري عمليات الدعم والمتابعة في العام 2023

كيف يتمّ اختيار المشاريع؟

  • تُدرس كلّ الطلبات المقدَّمة ضمن المهلة المحددة على أساس أهلية مقدِّم/ة الطلب والدقة في إنجاز الطلب وإرفاق المستندات الداعمة المطلوبة؛
  • تُرفَع الطلبات المؤهَّلة إلى لجنة مستقلة تتألّف من ثلاثة خبراء في الفنون والثقافة والتكنولوجيا والاقتصاد. تقيّم اللجنة الطلبات وتختار المستفيدين من المنح تبعاً لمعايير تقييم محدّدة، ومنها: جودة المشروع وأهميته، والإمكانية العملية للميزانية المتوقَّعة، وإمكانية إنجاز المشروع ضمن المهلة، بالإضافة إلى الأسئلة الجوهرية التالية:
    • هل يؤمّن المشروع منافع اقتصادية فوريّة و/أو طويلة الأمد للعاملين في القطاع؟
    • هل يتحدّى المشروع النماذج القائمة أو يحفّز طرقاً بديلة للتنظيم الاقتصادي للموسيقيين والكتّاب؟
    • هل يحسّن المشروع أو يعيد هيكلة البنى التحتية الرقمية في ما يتعلّق بالذكاء الاصطناعي أو اقتصاد العربة أو البث الرقمي (streaming) أو تسييل المحتوى؟
  • يقيّم أعضاء اللجنة كل طلب على حدة، ثم يناقشون النتائج ويضعون لائحة نهائية بالمستفيدين من مشروع ثقافة 3.0.

من هم المؤهلون للتقدّم؟

  • نشجّع المؤسسات القائمة أو الناشئة، أو المجموعات العاملة في قطاعَي الموسيقى والأدب على تقديم الطلبات، على أن يكون قد أسّسها ويديرها فنّانون و/أو فاعلون ثقافيون من المنطقة العربية (من كل الخلفيات الإثنية والجنسيات، ضمناً غير المواطنين). ويمكن قبول مبادرات من دول المهجر طالما أنّها تخدم الإنتاج الفني والثقافي المتعلّق بالمنطقة العربية؛
  • بإمكان الأفراد والمؤسسات التي تبغي الربح تقديم طلبات شرط إثبات المنفعة العامّة أو المنفعة للجماعة. ويشمل ذلك (على سبيل المثال لا الحصر) دور النشر، والمكتبات، وشركات الإنتاج، والوكالات، والمسارح، والمروّجين المستقلّين والصغار؛
  • نرحّب بمختلِف الاستراتيجيات للمشاريع، بما في ذلك البحث، النمذجة، تصميم أو تطوير منتج، بناء القدرات، بناء التحالفات، المفاوضة الجماعية، تنظيم ورشات العمل، المعالجة الفنية، وتشارك الموارد. 
  • تُقبَل المشاريع المحلية، والعابرة للبلدان، والإقليمية؛
  • يجب أن يتضمّن المشروع المكوّنات الثلاثة الأساسية: التكنولوجيا، والاقتصاد، والفنون والثقافة:
    • التكنولوجيا، تشمل كلّ مواضيع الإنترنت والويب، والموبايل، وتطبيقات الـ Blockchain، والعملات الرقمية وإمكانات الويب 3، ورقمنة الأنشطة غير المتصلة بالإنترنت؛
    • الاقتصاد، يشمل توليد الإيرادات، وتسييل الويب، وأي نوع آخر من الدخل، بالإضافة إلى تنظيم الفنانين والفاعلين الثقافيين، وجمهور الثقافة والفنون، من أجل انتزاع دخل أكثر إنصافاً من المنصّات الرقمية. يندرج ضمن هذه الفئة أيضاً كلّ عمل بدوام جزئي يرتبط تقليدياً بالقطاع الإبداعي، والنماذج المفتوحة للتنظيم الجماعي كالمنظمات المستقلة اللامركزية (DAOs) أو التعاونيات؛
    • الفنون والثقافة، تشمل التعبير والتجريب الفني في مجالَي الموسيقى والأدب، وبشكل خاصّ وسائل التعبير الناشئة، والشابة، والمهمّشة تقليديّاً.

إرشادات التقدّم

نرجو منكم اتباع الخطوات التالية لإنشاء حساب وتسجيل الدخول:

  1. الدخول إلى موقع الاستمارات الإلكترونية، وإدخال المعلومات المطلوبة للتسجيل.
  2. بعد الضغط على زر تسجيل سيصلكم رابط على البريد الإلكتروني، يجب الضغط على الرابط لتفعيل الحساب.
  3. بعد تفعيل الحساب، يمكنكم العودة لموقع الاستمارات وتسجيل دخولكم بالبريد الإلكتروني وكلمة السر الخاصة بكم، وعندها ستجدون الاستمارة ويمكنكم ملؤها إلكترونياً.

شروط الاستمارة

  • يجب ملء جميع الخانات في الاستمارة وتحميل كافة المرفقات المُعلَّمة بنجمة (*) (ستُسبعد الاستمارات التي لا تستوفي شروط التقدّم، أو لا تتضمن كل المرفقات والوثائق الداعمة المطلوبة، ولن تُرفع إلى لجنة التحكيم)؛
  • يجب ملء الاستمارة باللغة العربية فقط، باستثناء الخانات المطلوب ملؤها باللغة الإنغليزية. المرفقات المطلوبة باللغة العربية يجب أن تكون باللغة العربية حصراً، ولن تُقبَل المرفقات بأي لغة ثانية. لن تُقبَل أيضاً المرفقات المُرسَلة عبر we transfer؛
  • يرجى ذكر المبالغ المطلوبة في الميزانية ومصادر التمويل بالأرقام وباليورو.
  • يرجى حفظ المعلومات التي قمتم بإدخالها في كلّ قسم قبل الانتقال إلى القسم الثاني. 
  • يرجى الانتباه إلى تقديم الاستمارة وتحميل المرفقات المطلوبة قبل إغلاق باب التقدّم. من المفضّل عدم تحميل الاستمارة في الساعات الأخيرة لتجنّب الخلل الناتج عن الضغط على الموقع.

نشجّع المبادرات الموسيقية في المنطقة على التقدّم لمشروع ثقافة 3.0، ونستعرض في ما يلي السياق وبعض الموارد من دراستنا التي قد تفيدكم في تصميم مشاريعكم.

التحدّيات

عائدات شركات الإنتاج (وبالتالي الموسيقيين) من البث الرقمي منخفضة جداً وتخضع لشروط، مثل تحقيق عدد استماع معيَّن، أو الاستماع لمدّة معيَّنة. إنّ غياب الشفافية والتفاوت في العائدات يجعلان من الصعب تحديد قيمة معيّنة لكلّ استماع على كلٍّ من منصات البث الرقمي، ولكنّه لا يتخطّى الأجزاء من السنت الواحد، مثلًا 0.0004$ (أقل من نصف سنت) لمدة استماع تفوق الثلاثين ثانية. وقد عبّر الفنانون عن اعتراضهم على هذا النموذج في السنوات الماضية، واعتبروه استغلالاً للعمل الإبداعي، في وقت تمتلئ جيوب أصحاب المنصات والشخصيات الشهيرة في القطاع. وقد شكّل ذلك ضغطاً على الموسيقيين للبحث عن مدخولٍ عبر إقامة العروض الحية، التي تلقّت ضربة قاضية بسبب انتشار الوباء وإغلاق المسارح أبوابها. حاولت بعض مبادرات البث الرقمي الحي أن تملأ هذه الثغرة بدرجات نجاح متفاوتة.

إمكانية اكتشاف الفنانين تتحدّد تبعاً لخوارزميات منصات البث الرقمي المنحازة إلى المشاهير وشركات الإنتاج الكبرى. إنّ نموذج الاستماع الذي يكافئ الشعبية ويزيد الطلب على الإنتاج بكميات كبيرة يضع علامات استفهام حول جودة الموسيقى ومدى تأثير ذلك على الإبداع، والتجارب، وتدريجيّاً على ذوق المستمعين. إنّ الموسيقى المؤلفة بمساعدة الذكاء الاصطناعي “تتطوّر” بسرعة خيالية بالنسبة إلى بعض الأنواع الموسيقية، الأمر الذي يطرح مشاكل إضافية في ما يخص فرص العمل.

السياق

لطالما تأثّر إنتاج الموسيقى عبر التاريخ بالتغييرات التي شهدتها وسائل تسجيل/تشغيل الصوت. أدّى ظهور الإنترنت في منتصف التسعينيات وانتشار تبادل الموسيقى المباشر إلى تهديد عصر الأقراص المدمجة المربح للغاية. وجاءت منصات البث الرقمي كاستجابة من هذا القطاع لمشكلة القرصنة، وها هي تسيطر اليوم على السوق مع ما يقارب نصف مليار مستخدم. ولا تزال منصات قليلة تقدّم خدمة البيع المباشر على شكل تنزيلات رقمية، وتحتاج شركات الإنتاج إلى مساعدة خدمات التوزيع الرقمي من أجل بث أغانيها على أكبر عدد ممكن من المنصات.

وقد أتاح الإنترنت للكثير من الموسيقيين الناشئين والمستقلين في المنطقة، الحرية في بناء جمهورهم والتواصل معه، وفي تخطّي المتحكّمين في القطاع، واختبار أنواع جديدة من الكلمات أو الكلمات الجريئة المخالِفة للاتّجاه السائد. وقد استفاد أيضاً الفنانون الشباب الجدد من التحسينات في جودة الصوت في أجهزة التسجيل الذاتي ومن نشر الموسيقى المنخفض الكلفة على الإنترنت.

نشجّع المبادرات العاملة في الأدب والنشر في المنطقة على تقديم الطلبات لمشروع ثقافة 3.0. ونستعرض في ما يلي السياق وبعض الموارد من دراستنا التي قد تفيدكم في تصميم مشاريعكم.

التحدّيات

لطالما عانى الكتّاب لتأمين معيشتهم من عملهم الشخصي، باحثين عن مدخول باستخدام مهاراتهم المشتملة على الترجمة، التحرير، الصحافة، أو الكتابة لوسائل إعلامية أخرى. ويرى الكتّاب ودور النشر الصغيرة أنّ المساحات الرقمية فرصة جيّدة، مشيرين إلى العمل الإضافي واليد العاملة اللازمة للّحاق بالتغييرات. فليس من السهل تعلّم مهارات جديدة واللحاق بالتطوّرات، فذلك يستغرق وقتاً طويلاً. والأمثلة كثيرة ومنها التسويق الرقمي، وبناء المجتمعات الرقمية، وتحويل الكتب إلى صيغة النشر الإلكتروني (epub) – مع التحديات الخاصة بمعايير اللغة العربية وصيغها، والفهرس (indexing) ودليل المعلومات (metadata)، ووضع الكتب على مختلِف منصات التجارة الإلكترونية للاستفادة من تعدّد المساحات.

تنحاز خوارزميات البحث لصالح منصات الشركات العملاقة، وتميل إمكانية الاكتشاف إلى الكتب المشهورة أصلاً. إنّ الجهود الجماعية للنشر كالمجلات الرقمية (التي قد تصدر مطبوعة أو لا) تستخدم خدمات تسييل عدّة، مثل الانتساب القائم على الاشتراك، أو أزرار التبرّعات، أو المبيعات الرقمية/المطبوعة، ولديها نماذجها الداخلية الخاصّة لتقاسم المدخول. وفي غالب الأحيان لا تغطّي المكاسبُ المصاريفَ، لذلك تلجأ إلى عمل الجماعات التطوّعي. وإنّ الشركات التي ترتكز على الاشتراك تحتاج أعمال صيانة وترويج، وقد تتغيّر الأجور والنسب فيما تبقى فرص الانتصاف ضئيلة. وتعاني الجماهير في المنطقة العربية في عملية الدفع بسبب القيود على البطاقات في بلاد عدّة.

إنّ الكتابة الآليّة تتطوّر بسرعة فائقة، في ما يتعلّق بالكتابة باللغة الإنجليزية والترجمة بين بعض اللغات. قد يستفيد الكتّاب من مراقبة هذا الفضاء، لتأثيره على فرص العمل، وكيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على الكتابة باللغة العربية وغيرها من اللغات الإقليمية.

السياق

في ظلّ التغيّرات الرقمية الكبيرة التي شهدها قطاع النشر، لم يتخلَّ القرّاء، حول العالم كما في المنطقة العربية، عن الكتب الورقية. إنّ مبيعات الكتب الرقمية مهمة من حيث أنّها توسّع سوق بيع الكتب الورقية، ممّا يسمح بالوصول إلى عدد أكبر من القرّاء، والتوفير في مصاريف الشحن، وفي بعض الأحيان تجنّب الرقابة. والتحسينات التي طرأت على جودة خدمات الطباعة عند الطلب خففت أيضاً من مصاريف الشحن بالنسبة إلى مشتري الكتب. بشكل عام، لم يحدّ الوباء من مبيعات الكتب؛ فقد تراجعت مبيعات بعض أنواع الكتب، مثل كتب السفر، لكن زادت مبيعات كتب أخرى، مثل كتب الأطفال. أمّا معارض الكتاب، من أهم مصادر الدخل للكتّاب، فتوقّفت في فترة الوباء. ولم يتمّ تشكّل معارض الكتاب الرقمية بديلاً مؤقّت، رغم اقتراحها من قِبل البعض لمنفعتها.

يدرك الجميع مشكلة القرصنة، غير أنّ بعض الدراسات أظهرت أنّ نسبة لا يُستهان بها من قراصنة الكتب يشترون الكتب بصيغٍ أخرى. في هذا الوقت، يزداد الاهتمام بالكتب الصوتية في العالم أجمع وفي المنطقة (ما يشبه انتشار المدوّنات الصوتية) لأنّ جيل الألفية وجيل “Z” يفضّلان القيام بمهام متعدّدة في الوقت نفسه. إنّ إمكانية الظهور على الإنترنت أمر مهمّ للكتّاب كما لدور النشر الصغيرة وأصحاب المكتبات الصغيرة لأنّها تؤمّن لهم فرصة الوصول إلى جماهير ومهرجانات ولغات جديدة.

في ما يلي بعض السياقات والموارد التي استخلصناها من أبحاثنا حول اقتصادات الإنترنت التي قد تساعدكم في تصميم مشاريعكم.

قلة من المتحمسين للتكنولوجيا فقط توقعوا أن يتطوّر التشغيل الذاتي وتعلُّم الآلة بهذه السرعة، في القطاعات الفنية تحديداً. إذ توجد اليوم عشرات الآلات التي بإمكانها تعلُّم أنواع موسيقية وتأليف أغانٍ فريدة. وقد طوّر الذكاء الاصطناعي طرقاً لتعلُّم الفنون البصرية والكتابة الإبداعية وإنتاجها، ما يضع علامات استفهام حول عمل الفنانين وكيف يمكن للمجتمعات الفنية، أو
عليها، أن تتأقلم مع هذه التطورات التكنولوجية، بدون المعاناة من الآثار الاقتصادية. كما يطرح أسئلة فلسفية حول الفن بذاته وما ستكون – بعد سنوات قليلة – آثار ذلك على المجال الثقافي.
كما تؤدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً بسبب إمكانية الاكتشاف المنحازة، ووضع أعباء إنتاج مستحيلة على كاهل الفنانين للاستمرار بتحميل محتوى جديد. تحتاج رأسمالية المراقبة إلى إمدادات لا متناهية من هذا المحتوى، لذا تُنشئ وظائف "صناعة محتوى" جديدة ومحفّزات لعمل فني مجاني على هذه المنصات: تصوير، صناعة أفلام، كتابة، أعمال فنية، قصص مصورة، رسم، إلخ. لا يحصل الفنانون على تعويضات من المواقع الإلكترونية المشهورة التي تجني مليارات الدولارات من عملهم مباشَرة، بالإضافة إلى أنّ مشاركة أعمالهم على الإنترنت تساهم في تجميع وتعدين بيانات المستخدمين.

فرص نماذج اقتصادية أكثر إنصافاً

وفي وجه هذه التحديات، يجرّب الفنانون حول العالم نماذج بديلة لكسب رزق لائق في الفضاء الرقمي. تتمحور هذه التجارب حول التحفيز الذي يمكن أن تقدّمه التكنولوجيا للمجتمعات للعمل معاً من أجل المصلحة العامة. ويرى كثيرون إمكانيات كبيرة في تطبيقات البلوكتشاين والعملات الرقمية، شرط تمحوُرِها حول المجتمع بدل التسويق الهرمي. ويُبدي العديد اهتمامهم في طرق تنظيم جديدة حول التعاونيات والمنظمات المستقلة غير المركزية. ويتقدّم بروتوكول سجل التعاملات عبر البلوكتشاين بزخم متزايد لاعتماده كلياً من قِبل معايير الويب، فيسمح بتسييل الويب والدفع الكلي (Macro payment) بشكل صريح عبر الإنترنت. بدأ الفنانون بالتنظُّم في ما بينهم، ومع جماهيرهم، لطلب تعويضات أكثر إنصافاً من المنصات المؤسسية، وببناء منصاتهم الخاصة المملوكة للمجتمع. ويقدّم المزيد من المجموعات خدمات منخفضة التكلفة لمجتمعاتها لمساعدتهم على مواكبة التوجّهات والتطوّرات. نأمل أن يتمكّن العاملون في التكنولوجيا والفنانون من التفكير معاً في المضيّ قدماً والابتعاد عن نموذج الويب 2.0 الإعلاني، وتجربة تصوّرات جديدة تقدّم القيمة الثقافية على الربح.

السياق

طُرح سؤال كيفية جني الأرباح على الإنترنت منذ بداياته، بأشكال مختلفة، للبحث في النماذج التجارية لمشاركة البضائع الرقمية. من النقاط التي أثارها السؤال، كيفية تحديد قيمة المحتوى الإلكتروني، وكيفية تعويض العمل الذي يتطلبه، إن كان مالياً أو غير ذلك. وقد شهد الإنترنت، خلال ثلاثة عقود، نماذج تسييل متنوّعة: من الرسائل الإلكترونية غير المرغوبة
والتجارة الإلكترونية إلى تعدين البيانات (data mining) والاستهداف الدقيق (micro targeting) وتطبيقات البلوكتشاين (Blockchain) مثل الـNFT والعملات الرقمية.
تحوّلت الشركات التي نشأت منذ عام 2003، بعد انهيار فقاعة الإنترنت (أو فقاعة الدوت-كوم)، إلى اعتماد نماذج عمل قائمة على المحتوى الذي ينتجه المستخدم. جزء كبير من هذا  .المحتوى هو محتوى إبداعي: رواية قصص، فيديوهات، موسيقى، صُوَر، فنون و كان الجانب الاجتماعي، لِما عُرِف لاحقاً باسم ويب 2.0  (Web 2.0)،  ناجحاً للغاية حتى أصبح .فضاءً حيوياً
للتعبير والمشاركة في جميع القطاعات، بما فيها الفنون والثقافة. بُنِيَ المحرِّك الاقتصادي لهذا النموذج حول تجميع مجموعات ضخمة من بيانات المستخدمين وتحليلها وبيعها إلى المُعلنين والسياسيين، لاستخدامها في حملاتهم الدعائية ذات الأهداف المحدَّدة. وكان هذا الأمر إيذاناً بتحوُّلٍ عالمي نحو حقبة جديدة من رأسمالية المراقبة – وهي حقبة في تناقضٍ صارخ، لا يمكن التغاضي عنه، مع الحق في الخصوصية واتخاذ القرار، الأمرالذي يطرح أسئلة مُلحّة حول أوضاع حقوق العمل.

التحدّيات

اليوم، تتأثر حقوق العمل الخاصة بالعاملين في الثقافة بشدة بنماذج الاقتصاد الرقمي سريعة التغيُّر، التي ما زالت تركّز على الأرباح الضخمة على حساب المنفعة العامة والمشترَكة. أما في المنطقة العربية، فتقيّد الرقابة السياسية على التعبير الفني العديد من عمليات الدفع والتحويلات المالية. وهذا يشمل قوانين الشركات في ما يخص التعبير الآتي من منطقتنا وسيطرة الحكومات عليه.
ينمو اقتصاد العربة بنسبة 26% سنوياً. أي وظائف مؤقَّتة، متقلِّبة، وقائمة على الأجر مقابل الخدمة بوساطة منصات مؤسسية تقتطع جزءاً كبيراً من مدخول العمّال، ولا تقدّم لهم أي منافع أو توظيف رسمي. قد يقول البعض لطالما كان الفنانون عمّال عربة؛ في الواقع، يعود مصطلح "اقتصاد العربة" إلى حقبة موسيقيي الجاز أوائل القرن العشرين. غير أنّ اهتمامنا بالفنون، للقيمة الثقافية التي تضفيها على مجتمعاتنا، أوجد، على الدوام، نماذج توظيف أكثر إنصافاً وحماية مجتمعية للفنانين. يجب أن تستمر هذه المحاولات في الفضاءات الرقمية أيضاً. تقدّم اقتصادات المنصات نماذج متعددة من عمل العربة للفنانين العاملين في الأدب والتسجيل – بما في ذلك، وظائف تُعتبَر تقليدياً وظائف جانبية. وهي تَعِدُ بمردود أفضل وأكثر استقراراً، لكنها تفشل في الالتزام بحقوق العمل – وقد صارت إعادة تصوُّر هذا النموذج أكثر إلحاحاً بسبب الجائحة. ويزيد وضوحاً، يوماً بعد يوم، أنّ عمّال العربة يدرّبون الذكاء الاصطناعي على التشغيل الذاتي، وفي نهاية المطاف الاستيلاء على وظائفهم، وهذا يشمل العمّال الإبداعيين.

لدينا مشروع جاهز ونرغب في طلب التمويل الإضافي، فهل نحن مؤهّلون؟

نعم.

هل يؤثّر المبلغ المطلوب على اختيار المشروع؟

كلّا. لقد سمحنا بهامش كبير في حجم المنح، وذلك لتأمين التنوّع في المشاريع المطروحة.

مشروعنا مشروع تقني لا يرتكز على الفنون والثقافة، لكنّه قد يكون مفيدًا لها. هل يمكننا تقديم طلب؟

ندعوكم للبحث عن شريك في قطاع الفنون والثقافة وتقديم الطلب معاً. إن لم تستطيعوا ذلك، يرجى إرسال التفاصيل على البريد الإلكتروني كي نجيبكم قبل تقديم الطلب.

نحن منظمة فنون وثقافة؛ نملك الفكرة، لكننا لا نملك الخبرة التقنية. هل يمكننا تقديم طلب؟

نعم. وندعوكم إلى دراسة إمكانيّة تنفيذ فكرتكم من الناحية التقنية، وتضمين كلفة الدعم التقني الذي قد تحتاجونه في الميزانية.

مشروعنا يمزج بين الفنون والتكنولوجيا، لكنّه لا ينطوي على عامل اقتصادي. هل يمكننا تقديم طلب؟

كلّا. ندعوكم إلى الاطّلاع على سائر المنح المتوفّرة في المورد الثقافيّ. أمّا هذه المنحة فهي خاصّة بهذه العوامل الثلاثة.

نحن مجموعة/مبادرة غير مسجَّلة، هل يمكننا تقديم طلب؟

نعم. وإذا حصلتم على المنحة، سيكون عليكم البحث عن منظّمة مسجّلة ومؤهّلة لتتلقّى تحويلات المنحة بدلاً عنكم.

فكرتنا تطوير تطبيق أو منتج ويب. هل يمكننا تقديم طلب؟

نعم. ونذكّر أنّ قيمة المنحة قد لا تسمح بتطوير منتج واختباره بشكل كامل؛ ولكن يمكنكم استخدام المنحة للبحث، أو الاختبار، أو النمذجة، أو بناء مجموعة لهذا المشروع. وإنّه لمن المستبعد أن نعطي الأولوية لأفكار منتجات فردية لا تأتي بأثر على المجموعة.

مشروعنا فني، لكنّه لا يركّز على الموسيقى أو الأدب. هل يمكننا تقديم طلب؟

ينصبّ تركيزنا في النسخة الحاليّة على الموسيقى والأدب؛ لذلك طالما أنّ مشروعكم يشمل موسيقيين وكتّاب، فأنتم مؤهّلون لتقديم طلب.

لاستفساراتكم يمكنكم التواصل مع فريق البرنامج عبر الإيميل [email protected]